هل هما مترابطان؟ كيف يؤثر التغير المناخي على الصحة الجنسية والإنجابية للنساء والفتيات؟
تأثير التغير المناخي ليس محايدًا من حيث النوع الاجتماعي
من المتوقع أن تواجه منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (MENA) أسوأ آثار التغير المناخي خلال العقود القادمة، وهذه التأثيرات ليست محايدة من حيث النوع الاجتماعي. تُظهر الدراسات أن النساء يواجهن تأثيرات غير متكافئة بسبب أدوارهن الاجتماعية داخل المجتمع. فمسؤولياتهن كمقدمات للرعاية، إلى جانب عدم المساواة الاجتماعية والاقتصادية القائمة، تجعلهن أكثر عرضة لتأثيرات التغير المناخي.
يبرز سؤال رئيسي: هل يؤثر التغير المناخي بشكل كبير على الصحة والحقوق الجنسية والإنجابية (SRHR) للنساء والفتيات في المنطقة؟ استعدادًا لمؤتمر COP28، أجرت منظمة أوكسفام دراسة لاستكشاف هذه العلاقة المُهملة غالبًا. تضمنت الدراسة مقابلات مع نساء من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وكشفت نتائجها عن علاقة معقدة ومترابطة بين التغير المناخي و الصحة والحقوق الجنسية والإنجابية (SRHR). وإذا لم تتم معالجة هذه القضية، سيؤدي التغير المناخي إلى تفاقم التحديات التي تواجهها النساء والفتيات في الوصول إلى حقوقهن الصحية والجنسية والإنجابية في المنطقة.
كيف يؤثر التغير المناخي على الصحة الجنسية والإنجابية للنساء والفتيات في المنطقة؟
بناءً على التجارب الواقعية للنساء والفتيات اللواتي تمت مقابلتهن في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، سلطت الدراسة الضوء على عدة نتائج مهمة حول العلاقة المعقدة بين التغير المناخي وSRHR في المنطقة. وأظهرت الدراسة كيف تُقيد الأعراف الاجتماعية-الثقافية والمواقف المُحافظة مناقشة القضايا المتعلقة بالصحة الجنسية والإنجابية والوصول إليها في أجزاء عديدة من المنطقة. فالوصمة الكبيرة والتابوهات المحيطة بالصحة الإنجابية، والخصوبة، والحيض تتفاقم بفعل تأثيرات التغير المناخي، إلى جانب التحديات الاقتصادية وأولوية تلبية احتياجات البقاء الفوري.
قد يُساهم التغير المناخي في زيادة العنف القائم على النوع الاجتماعي والممارسات الضارة، مثل العنف المنزلي والزواج القسري والمبكر. وغالبًا ما يظهر الزواج القسري والمبكر كاستجابةٍ لبلوغ الفتيات المبكر وفقدان سُبل العيش، وهما نتيجتان مترابطتان مع آثار التغير المناخي مثل الأحداث المناخية القاسية وانعدام الأمن الغذائي والمائي. كما تواجه النساء في المناطق المتأثرة بالتغير المناخي تغييرات في ديناميكيات الأسرة وصعوبات اقتصادية تقلل من صحتهن واستقلاليتهن.
تزداد أيضًا مخاطر الحمل في ظل التغير المناخي، حيث يؤدي الجفاف والإجهاد الحراري وانتشار الأمراض المعدية الحساسة للمناخ إلى التأثير على صحة الأم، خصوصًا في المجتمعات المُتضررة من النزاعات والمُهجرة. ونتيجة لذلك، تواجه النساء في هذه الظروف تحديات أكبر في الوصول إلى خدمات الصحة والحقوق الجنسية والإنجابية (SRHR) بسبب القيود على التنقل والانقطاعات في الرعاية الصحية.
تواجه النساء اللواتي ينتمين إلى هويات متقاطعة – بما في ذلك المناطق الريفية أو المتأثرة بالنزاعات، واللاجئات، والمهاجرات، وذوات الإعاقة – عوائق أكبر في الوصول إلى خدمات الصحة والحقوق الجنسية والإنجابية (SRHR) ، وتزداد هذه التحديات سوءًا بسبب التغير المناخي.
معالجة التقاطع بين الصحة والحقوق الجنسية والإنجابية (SRHR) والتغير المناخي للنساء في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
تُسلط هذه الدراسة الضوء على التقاطع العميق والمعقد بين التغير المناخي والنوع الاجتماعي والصحة والحقوق الجنسية والإنجابية (SRHR) في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وتكشف النتائج أن التغير المناخي لا يُفاقم فقط عدم المساواة بين الجنسين، بل يُعيق بشكل كبير تحقيق الصحة والحقوق الجنسية والإنجابية (SRHR) للنساء والفتيات.
إن الأفكار المستخلصة من مجموعات متنوعة من النساء في المنطقة ترسم صورة واضحة للتحديات التي يواجهنها. وتدعو هذه الدراسة إلى بذل جهود موحدة لسد الفجوات المعرفية، ومعالجة عدم المساواة والهشاشة القائمة، والالتزام بكل من التكيف مع المناخ والتخفيف من آثاره. يُعد تبني نهج حساس للنوع الاجتماعي ومتقاطع أمرًا ضروريًا للتعامل مع هذا الترابط المعقد بين التغير المناخي، والنوع الاجتماعي، والصحة والحقوق الجنسية والإنجابية (SRHR).